نبذة تأريخية وفنية عن حدث في مثل هذا اليوم في اليمن
نبذة تأريخية وفنية عن حدث في مثل هذا اليوم في #اليمن
(عيد الجلاء)
عيد الجلاء أو عيد الاستقلال يحتفل به في #اليمن في يوم 30 نوفمبر من كل عام، وهو تاريخ جلاء آخر جندي بريطاني عن أراضي جنوب اليمن المحتلة في 30 نوفمبر 1963
سيطر البريطانيون على عدن عام 1839 عندما قامت شركة الهند الشرقيةبإرسال مشاة البحرية الملكية إلى شواطئ المدينة و كانت تحكم كجزء من الهند البريطانية إلى سنة 1937 عندما أصبحت مستعمرة بحد ذاتها تابعة للتاج البريطاني. كانت عدن أكثر تقدما و عمارا و نسبة التعليم كانت مرتفعة بين سكانها نتاج الإدارة الإنجليزية للمدينة , أما المناطق القبلية المحيطة بها حضرموت و شبوة و أبين و غيرها لم تختلف كثيرا عن المناطق الشمالية لليمن [1] عقد الإنجليز معاهدات صداقة مع سلاطين القبائل المحيطة بعدن و كعادتهم كانوا يدعمون من تبدو فيه بوادر التعاون معهم ضد الآخرين و كانوا يرصدون النزاعات بين السلاطين دون تدخل مباشر
في خمسينات القرن العشرين تأثر أهالي المستعمرة من العرب بخطابات الزعيم الراحل :- جمال عبد الناصر و الأغاني الثورية الصادرة عن إذاعة القاهرة و كان لسياسات الإنجليز التعسفية و المتجاهلة لمطالب العرب في عدن دور رئيسي في تنامي تلك المشاعر و كان لوجود هيئات مجتمع مدني أثر كبير على المطالبين بإسقاط حكم الإمامة في شمال البلاد , فتزايدت أعداد النازحين من الشمال مما سبب قلقا للمستعمر البريطاني فعرض إقامة ماعرف بإتحاد الجنوب العربي و هو اتحاد فدرالي يجمع خمسة عشر سلطنة منتشرة في أرجاء المستعمرة أملا في تخفيف حدة المطالب الداعية للاستقلال الكامل ...
و ظهرت حركات مقاومة مثل جبهة التحرير القومية المدعومة من المصريين و جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل المختلفة في التوجهات عن السابقة و أعلنت حالة الطوارئ
(إنجليزية: Aden Emergency) في 10 ديسمبر 1963 عندما ألقى عناصر من جبهة التحرير القومية قنبلة أدت إلى مقتل المندوب البريطاني السامي. و استمرت هجمات الفصائل حتى إنسحبت القوات البريطانية عن عدن في 30 نوفمبر 1967 قبل الموعد المقرر من قبل رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون و قامت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية..
وما أجدر الشوق أن يتجدد هذه الأيام للحدث الوطني الذي تحقق في الثلاثين من نوفمبر 1967م حدث جلاء آخر جندي بريطاني لجنوب الوطن،وطي صفحة من احتلال أجنبي دام 139عاماً.
ـ عندما صارت «بلادي حرة»
يومها.. تبارى كبار المطربين في مدينة عدن في التعبير عن الفرحة بالاستقلال الوطني الناجز.. غنى الموسيقار الراحل أحمد قاسم من ألحانه وشعر لطفي جعفر أمان قصيدته الشهيرة«بلادي حرة» من أبياتها
على أرضنا.. بعد طول الكفاح
تجلى الصباح ـ لأول مرة
وطار الفضاء طليقاً.. رحيباً
بأجنحة النور ينساب ثره
وقبلت الشمس سمر الحياة
وقد عقدوا النصر من بعد ثورة
وغنى لنا مهرجان الزمان
بأعياد وحدتنا المستقرة
وأقبل يزهو ربيع الخلود
وموكب ثورتنا الضخم اثره
تزين اكليله ألف زهرة
ويرسم فوق اللواء الخفوق
حروفاً.. تضيء.. لأول مرة
بلادي حرة..
غنت »فتحية« للاستقلال
وأنشدت الفنانة فتحية الصغيرة من ألحان أحمد قاسم أغنية:
بعد طول الليل.. والآهة الحزينة.. بعدما كانت أمانينا دفينة
شعبنا حقق مناه
رائعة ابن هادي هنا ردفان
وتغنى الفنان القدير محمد مرشد ناجي برائعة الشاعر الراحل/عبدالله هادي سبيت«هنا ردفان» من أبياتها.. عميقة المعاني:
هنا ردفان.. في روحي وقلبي
هنا شمسان.. في أعماق لبي
هنا نفسي.. هنا أهلي وصحبي
هنا وطني الكبير.. وكل حبي
هنا ذهبت جدودي.. لتصنع لي وجودي
وتحفظ لي خلودي.. وتكتب بالدماء خير المصائر
ومن كلمات أحمد الجابري غنى من ألحانه محمد مرشد ناجي:
انتصرنا.. انتصر شعب الجنوب
والتقينا بعد ما كنا شعوب.. شعب واحد.. روح واحدة
الحب.. جمع في المجد شعباً
ومن ديوان الشاعر لطفي جفعر أمان الحب.. جمع في المجد شعباً «ليلي إلى متى؟» غنى الفنان سالم أحمد بامدهف، المغترب منذ سبعينيات القرن العشرين في الامارات العربية المتحدة، قصيدة:
أخي .. كبر الفجر في أرضنا
وأجلى الزمان لنا يومنا
أخي.. بشر النور أنا التقينا
وقد وحد الحق مابيننا
إلى أن يقول
فقل للزمان: حصدنا الحياة
بيومٍ نغني بأعيادنا
أخي.. جمع الحب في المجد شعباً
توحد قلباً.. فأنت أنا.
صوت.. لمس أوتار القلوب
وشدت الفريدة الراحلة رجاء باسودان في يوم الاستقلال بأجمل أغنية وطنية ملأت نفوسنا عزة وأملاً.. ولمست كلماتها«للشاعر الراحل حسين عبدالباري» ولحنها البديع للفنان«المحسني» لمست أوتار قلوبنا.. أغنية«ثورة شعب» نتحسر أن من غنتها «رجاء باسودان» ليست على قيد الحياة.. ومازالت تسكن الوجدان،وهي التي اعتزلت الغناء مبكراً، في اوائل سنوات الاستقلال الوطني، قبل أن ترحل في تسعينيات القرن العشرين.
زمن منا لايصغي بكل وجدانه.. وهي تحكي حكاية شعب.. في هذا الكوبليه:
مشينا على خط نار القتال
على كل جسر منيع خطونا
نجوب دروب الصراع الرهيب
ويصحبنا النصر.. أنا مضينا
بلونا.. فياللبطولات منا
وكل المعارك.. دلت علينا
ومضات الانتصار
وهناك فنانون آخرون تغنوا بالامجاد الوطنية والمتغيرات الاجتماعية بعد الاستقلال الوطني وومضات الانتصار في المسيرة الوطنية الطويلة.. نذكر منهم : محمد محسن عطروش، المرحوم محمد سعد عبدالله، المرحوم، محمد صالح عزاني، المرحوم، محمد عبده زيدي، ومحمد سعيد منصر.. ومن حضرموت كرامة سعيد مرسال الذي تغنى بقصيدة الشاعر الذي مات في الاغتراب هذا العام في مدينة جدة - الشيخ عبدالله أحمد التاجي «لبيك ياموطني لبيك ياسكني».
حكاية كفاح شعب في لوحة
وملحمة «موكب الثورة» التي كتبها الشاعر الراحل لطفي جعفر أمان في الذكرى الأولى للاستقلال الوطني عام 1968م ولحنها وغناها الموسيقار الراحل أحمد قاسم.. فهي واحدة من مجموعة قليلة جداً استطاعت الكلمات واللحن والأداء.. ان تجعل روح الثورة تجري في دمائنا توثيقاً لكفاح شعب لم يخش الطغاة أو يهابهم وانتصاره في نهاية المطاف يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م وفي هذا المقام تقول الملحمة :
وهكذا تفجر البركان في «ردفان»
ورددت هديره الجبال في «شمسان»
وانطلقت ثورتنا ماردة النيران
تضيء من شرارها حرية الأوطان
إلى أن يقول :
وهكذا تبددا
عهد من الطغيان لن يجددا
وحلقت على المدى
ثورتنا.. تهتف فينا أبدا
ياعيدنا المخلدا.. غرد
فان الكون من حولي طليقاً غردا
غرد على الأفنان في ملاعب الجنان
الشعب لن يستعبدا
قد نال حريته بالدم والنيران
وقتل القرصان...
تعليقات