مستبصر العرب ( عبدالله البردوني ) يتنبأ بأحداث اليمن قبل وقوعها

في قصيدته الرائعة “سفاح العمران”، يصف الشاعر والناقد والمثقف والمؤرخ اليمني الراحل، عبدالله صالح البردوني، حال #اليمن اليوم، بل يحدد ملامح “الهدام” عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين، هناك، بأنه سارق اللّقمات من أفواه أطفال المدينة، وناهب الغفوات من أجفان “صنعاء” السجينة، والتي ناجاها، متمنياً عليها الثورة والانتفاضة في قصيدة أخرى بعنوان، “صنعاء يا أخت القبور” . مستبصر العرب وأرض بلقيس كأن “البردوني”، يعيش بيننا الآن، ويرثي حال اليمن، وأرض بلقيس.. رحل البردوني عن دنيانا منذ 18 عاماً، ويسمونه “مستبصر عصره”، إذ كان كفيفاً، بعدما فقد بصره، وهو بعمر خمس سنوات، بعد إصابته بالجدري، لكن الله أبدَلهُ، بصيرةً نافذة عابرة للزمن، وشاعرية فذة جعلت منه واحداً من أروع الشعراء العرب، واستحق عنها لقب “مستبصر العرب”. الرومانسية والرثاء والسخرية درس “البردوني” في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات، بعدها أكمل دراسته في صنعاء، بـ”مدرسة دار العلوم”، وتخرج فيها عام 1953م، ثم عُين بها، أستاذاً للآداب العربية، وأيضاً مسؤولاً عن البرامج بالإذاعة اليمنية. “البردوني”، كان حداثياً، ولم يكن قبلياً. غلبت ...