منى صفوان ... اليمن بحاجة لثورة فكرية سياسية
خالد طهام
اليمن بحاجة لثورة فكرية سياسية كبرى، تتجاوز كل الارث الفكري السياسي اليمني منذ عقود، لبلورة نظرية للحكم، تتجاوز الأعراف السائدة في الحكم، ليمن ديمقراطي، ودولة مدنية حقيقة، فكل اساليب الحكم، والتي حكمت بها اليمن منحازرة لفكرة "سلطة الفرد" وهي مايعاد انتاجه اليوم، برؤى دينية، او قمعية، وهي لا تلبي طموح يمن المستقبل.
عل تجربة الجمهورية الوليدة في عام 90، كانت النواة الاولى والوحيدة، والقصيرة ايضا ، لهذه النهضة الفكرية، حيث اسست لاول مرة لفكرة "التبادل السلمي للسُلطة" قبل ان تجهض هذه الفكرة تماماً في ازمة 93، التي نتجت عنها واحدة من اسوأ الحروب في تاريخ اليمن حرب صيف 94، والتي ستعيد بعد ذلك سلطة الفرد، وتنفي فكرة التداول، وتحيل الديمقراطية الوليدة للتقاعد.
وبعدها، نتيجة لترسيخ سلطة الفرد، انطلقت حركات سياسية، معارضة، ادت في نهاية المطاف لانهيار الدولة المركزية، وحكم الاطراف، تماماً كما قالت مقدمة ابن خلدون
واليوم يعيش اليمن، سلطة الفرد، لكن بشكل متفرق،، حيث قسمت اليمن بين الكيانات والافراد، وهدد هذا عودة فكرة الدولة.
للخروج من مأزق كهذا، والذي يمكنه ان يشكل عامل انطلاق، يمكن اعادة بلورة تجارب يمنية خاصة في الحكم والمشاركة والتعددية، وطريقة الحكم.
لضمان اولاً استقلال اليمن التام عن اي قرار خارجي، والتزامه التام بدوره التاريخي كدولة لها قوّة وتاثير اقليمي، بحسب موقعها، وواحدة من اهم دول المنطقة ، ان لم تكن الاهم على الاطلاق
لتكون دولة قادرة على ادارة نفسها، وتتجاوز ذلك لدور عربي واسلامي قوي ومؤثر، ويواجه تحديات كبيرة، منها احتلال المنطقة من قبل امريكا واسرائيل.
ومايعوق هذا الدور الوظيفي لليمن، انها لحد الان لم تصل لصياغة حكم، يضمن مشاركة القوى الوطنية، بعيداً عن اي اعتبارات غير وطنية، لتصيغ دستورها دون املاءات خارجية، لصياغة اطار نظري لدولة عربية اسلامية ملتزمة بقضايا الامة المركزية، ولكنها ايضا دولة حديثة، ورائدة، واعود لتجربة يمن 90 انها كانت التجربة الرائدة في كل المنطقة، قبل ان يدفنها اليمنيون بانفسهم
هنا يبرز دور المفكرين السياسين الوطنيين، الذين يجب ان يسمع صوتهم ، وهم موجودين في كل الاطراف..
تعليقات