البخيتي
علي البخيتي
Just now ·
إن من أهم وأخطر الأخطاء في السياسة السعودية في العالم العربي خلال العقد الماضي هو أنها نصبت نفسها في عداء مع المواطنين العرب الشيعة في الكثير من البلدان العربية، كالعراق وسوريا ولبنان والبحرين والكويت وزيدية اليمن، ما أنتج صراع طائفي مذهبي عصف بالكثير من البلدان العربية، ومكن إيران من اختراق المنطقة في العمق واحتضان تلك الملايين من المواطنين العرب بحجة الدفاع عنهم.
التبس على السعودية التعامل مع تلك الملايين، فتعاملت معهم على اعتبارهم عدو شيعي وليس على اعتبارهم عرباً، وبذلك خلطت السعودية بين الدين والسياسة، فأفسدت الدين والسياسة معاً في تلك الدول، وكان من نتائج ذلك اللبس والخلط بين الدين والسياسة في التعامل ظهور الحركات الإرهابية المتطرفة التي تعتبر الشيعة –وان كانوا عرباً- أخطر من إسرائيل، وبسبب التحريض المتواصل في الاعلام السعودي على الشيعة بشكل عام واعتبارهم رافضة مشكوك في اسلامهم خرج الأمر عن سيطرة المملكة ومؤسستها الدينية فتفجر العنف والإرهاب والعمليات التفخيخية والانتحارية ضد الشيعة في المنطقة، من العراق الى سوريا ولبنان وصلاً الى اليمن والسعودية ومؤخراً الكويت، وهذا ما أوجد شرخ هائل داخل النسيج الاجتماعي العربي وأدى لظهور كتل سكانية عربية -تُعتبر الغالبية في بعض الدول- ترى نفسها أقرب الى ايران منها الى السعودية، واصبح انتمائها الشيعي أكثر قدرة على حمايتها من انتمائها العربي، وهنا تحديداً اخترق المشروع الإيراني تلقائياً قلب المنطقة العربية، وأصبح مرحباً به بل ومسألة وجود بالنسبة لبعض الأقليات.
وكان الأجدر بالسعودية أن تحتضن تلك الكتل السكانية وتضغط على أنظمتها لإعطائها مزيد من الحقوق السياسية والعقائدية، وستظهر السعودية كالأخ الأكبر للجميع، وستبرز عروبتها قبل وهابيتها، لكن ما حصل هو العكس تماماً للأسف الشديد.
المقطع الأول من مقال: كيف أدخلت السعودية إيران الى عمق المنطقة العربية...
وأوصلت اليمن الى وضعه الحالي؟
http://albkyty.blo
تعليقات